Admin المدير العام
عدد المساهمات : 196 تاريخ التسجيل : 28/01/2009
| موضوع: لأول مرة في تاريخه: التليفزيون الرسمي للدولة يعترف بمُعاناة المسيحيين في مصر الأربعاء فبراير 04, 2009 5:26 pm | |
| لأول مرة في تاريخه: التليفزيون الرسمي للدولة يعترف بمُعاناة المسيحيين في مصر 26/12/2008 - 12:07:51 cet
تقرير: جرجس بشرى في سابقة هي الأولى من نوعها، ونرجو ألا تكون الأخيرة، شهدت حلقة أمس الأول الأربعاء، من برنامج "البيت بيتك" الذي تبثه القناة الثانية بالتليفزيون المصري، شهدت نقاشاً جاداً وجريئاً حول المشكلات التي يعاني منها المسيحيين المصريين، وذلك في حضور فضيلة الشيخ خالد الجندي، ود. ليلى تكلا، والكابتن حسن شحاتة (كان ضيفاً على البرنامج وانضم للحوار) وكذلك الإعلامي محمود سعد (أحد مقدمي برنامج البيت بيتك) وتحدثت د. ليلى تكلا، عن واقعة ميلاد السيد المسيح قائلة أن هذا العيد هو عيد لكل المصريين، لأن القرآن كرّم السيد المسيح وكرّم السيدة العذراء مريم، وأن قصة الميلاد في القرآن لا تختلف أبداً عما جاء بالإنجيل، وأن العذراء مريم ذُُكرت في القرآن الكريم بالإسم، وأن هناك سورة كاملة باسمها في القرآن، وأشارت تكلا إلى أن القرآن ذكر قصة ميلاد العذراء مريم، والإنجيل لم يذكرها، مؤكدة على أن هناك أشياء كثيرة يمكن الإتفاق عليها تجعل كل شحص يحترم عقيدة الآخر الدينية، وأشار الشيخ خالد الجندي تعقيباً على قول ليلى تكلا إلى أن ما تنادي به تكلا مطلوب في الزمن الذي نعيشه والذي وصفه الجندي بزمن التعصب والإنغلاق الفكري، وعن النظريات التي تنادي بصراع الأديان أكدت تكلا على أن الأديان لا تدعو أبداً إلى الحرب والقتال والصراع، مُرجعة السبب الرئيسي في هذه الصراعات والحروب إلى أسباب سياسية واقتصادية، وعنصرية تستخدم الدين بما له من مكانة في النفوس، وأن المعرفة الحقيقية للأديان واحترامها سوف تخفف من وطأة الصدام، مُطالبة برفض جميع هذه النظريات التي تقول وتروج إلى أن الحروب القادمة حروب بين المعتقدات الدينية، بينما اعتبر محمود سعد أن ما تقوله ليلى تكلا، جميل ولكنه نظري وغير موجود على أرض الواقع الذي يقول أن هناك صراع وأن هناك خطر وأن هناك نفوس مملوءة بالحقد، وأن هناك نفوس مسلمة تغضب من المسيحي، وأن هناك نفوس مسيحية تغضب من المسلم، وأن هناك أشياء كثيرة راقدة تحت الأرض وتنتظر الإنفجار، حيث أن بوادر هذا الصراع موجودة تحت الأرض وتحت الأنفاق وفي الممرات. ورداً على تساؤل لماذا لا يوجد لاعبون مسيحيون في مصر، قال الكابتن حسن شحاتة، أنه عندما يبحث عن لاعب كرة، فإنه لا يبحث عنه على أساس دينه، مؤكداً على أنه يؤمن تماماً بأن الدين لله والوطن للجميع، وأنه مُقتنع بهذا القول تمام الإقتناع. وطرح سعد في الحلقة مشكلة هامة تحمل أبعاداً شائكة فيم يختص بحقوق المسيحيين المصريين وهي مشكلة حرمان المسيحيين المصريين من المناصب الهامة في الدولة مؤكداً على أن المناصب في مصر يُنظر فيها إلى ديانة الشخص، مشيراً إلى أن بعض المناصب في الدولة ممنوعة على المسيحيين، وأن هناك شركات إسلامية لا توظف مسيحيين لديها، كما أن هناك شركات مسيحية 90% منها مسيحيين، وقال سعد ممكن تلاقي مسيحيين متكومين في حتة معينة، لأنه في ضغط عليهم. بينما أكد الشيخ الجندي على أن المشكلات التي يتحدث فيها محمود سعد، موجودة مؤكداً على أنه يجب أن يفصل الناس تماماً بين فكر الإسلام الحقيقي وفكر بعض المسلمين، وأن الواقع السلبي الموجود فيه بعض المسلمين لا يعكس تصور الإسلام، كما أن غضب بعض المسلمين أو كراهيتهم للمسيحيين أو رفضهم لهم لا يعكس رأي الاسلام، لأن رأي الإسلام في هذه المسائل واضح، ولا يوجد رأي اوضح من زواج المسلم من المسيحية أو اليهودية، مُعتبراً أن هذا الأمر يعني قبول الإسلام للآخر، وأن الإسلام ليست عنده حساسية من التعامل مع الآخر، وضرب الجندي مثلاً على زواج المسلم من المسيحية بـ(حُذيفة بن جمال) الذي تزوج بمسيحية وظلت حرة على دينها المسيحي، ورداً على تساؤل سعد للجندي قائلاً: كيف يقبل الإسلام الآخر، يقولون "الدين عند الله الإسلام؟" قال الجندي الحق لا يتعدد، فالمسلم يرى أن ديانته هي الحق، والمسيحي ليس على حق. وهكذا المسيحي يرى أن ديانته هي الحق وأن المسلم واليهودي ليسوا على حق، وتساءل الجندي، كيف يكون المرء مؤمناً ودينه أو ملته ليست هي الحق؟ مؤكدا على أن هذا الأمر لا يعني التطاول على المختلف في الرأي أو الذي ليس هو على حق. وأكدت د. ليلى تكلا رداً عن تساؤل طرحه محمود سعد عن سبب كراهية أو غضب المسلم من المسيحي والعكس، قائلة أن سبب الكراهية للآخر هو عدم معرفة الإنسان لحقيقة دينه، مشيرة إلى أن المتعصب لا يعرف دين غيره بينما المتطرف هو الذي لا يعرف ديانته هو، وأنه لو عرف المسيحي حقيقة تعاليم السيد المسيح التي تدعو إلى المحبة "لاتقهروا الشر بالشر بل اقهروا الشر بالخير" و"صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم وباركوا لاعنيكم" ولو عرف المسلم أنه "لا إكراه في الدين" و"جادلهم بالتي هي أحسن" سوف لا تكون هناك كراهية للآخر، وشددت تكلا في هذه النقطة بالذات على أن معرفة الإنسان لدينه أهم من الحوار. وعن جواز مصافحة المسلم للعدو أو الكافر (في إشارة إلى مصافحة شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي للرئيس الإسرائيلي في مؤتمر حوار الأديان بنيويورك) قال الشيخ الجندي عندما يلتقي المسلم بعدو أو كافر يجب أن يصافحه ويعانقه، مشيراً إلى أن وفد نصارى نجران الذي كان يتكون من 17 قسيساً، أتوا إلى النبي في المسجد النبوي، وتناقشوا وصلوا داخل المسجد النبوي، ليس استفزازاً للنبي والصحابة، بل صلوا الصلاة التي يؤمنون بها، ورشموا الصليب داخل المسجد النبوي، ولم يكن هناك أي نوع من التوتر من النبي أو الصحابة، وأكد الجندي على أن أقرب الناس مودة للمسلمين هم المسيحيين. وعن رأيه في بناء الكنائس قال الشيخ الجندي، أنه يُرحب ببناء الكنائس داخل الوطن، وأنه لا يقلقه هذا الأمر، وقد حذر فضيلته من أن الإنشقاق الحادث بين المصريين سوف يؤدي إلى تحطيم البلد وأنه لو استمر على هذا الوضع سوف لا يكون هناك شئ اسمه مصر، لأن مصر هي نتاج ما يُسمى بالقبطية، والقبطية شئ فريد من نوعه، أشار إلى أن المصريون مُحاصرون بين أفكار علمانية متطرفة وأفكار دينية متخلفة، مؤكداً على غياب الوسطية. وقالت د. ليلى تكلا للجندي، لماذا لا تقولون هذا الكلام في المساجد والجوامع بدلاً ما تقولوا علينا الكفرة واللي هيتحرقوا في النار؟ قالت تكلا ذلك عندما قال الشيخ الجندي، القرآن عندما يتكلم عن سيدنا عيسى عليه السلام، يقول "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" وأيضاً "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المُقربين". وحذر الجندي من خطورة تحول الحوار من الجدل إلى السباب والشتائم، لدرجة أنه عندما صرح بأن كل المصريين أقباط، هوجم وكُفّرمن البعض. وقال أن المشترك بين المصريين أكبر من أوجه الخلاف بينهم، وطالب الجندي بعمل دورات أطلق عليها "دورة اليوم الواحد" يتم فيها دعوة بعض الشباب المسيحي إلى المساجد، ليتعرفوا على الإسلام، وكذلك دعوة بعض الشباب المسلم إلى الكنيسة، ليتعرفوا على المسيحية، والطقوس والشعائر المسيحية. والسؤال الذي نطرحه هنا: هل ستستمر هذه الروح الوطنية في مناقشة المشكلات الخاصة بالمسيحيين على التليفزيون المصري الرسمي أم سيتم إحباط هذه الروح من القوى الظلامية التي تريد إغراق مصر في مستنقع الطائفية؟ جرجس بشرى صادق | |
|